س: لماذا يبكي الشيعـة على مصـاب الحسـين ويجـددوا ذكـراه ويذكـرون الواقـعـة كـل عـام ؟؟ ج: شاء الله عز وجل أن يبقى مصاب الحسين عليه السلام في قلوب الشيعة .. يذكرونه ويبكون ألماً لما جرى عليه وأهله وأصحابه منذ وقوع واقعة كربلاء عام 61 هـ ، وستبقى حرارتها لا تزول أبداً .
وفيما يلي بعض النقاط المهمة رداً على الشبهة أعلاه :
1- عندما يتذكر المسلم ما جرى في ذلك اليوم من مصائب على ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من عطش الحسين عليه السلام وأهله وأصحابه ، ورؤية الحسين لأهله وأحبائه صرعى أمامه وبقائه وحيداً ، وذبْح الحسين كما يُذبح الكبش وهو سبط النبي وريحانته وسيد شباب أهل الجنة ..
ورفع رأس الحسين ورؤوس القتلى على الرماح .. وحرق الخيام وإيذاء النساء والأطفال وسبيهم وكأنهم ليسوا ذرية رسول الله ..
عندما يتذكر المؤمنون كل ذلك ، فإنه من الطبيعي أن ينبعث من قلوبهم ما لا يتمالكون أنفسهم .. فتحترق قلوبهم ألماً وتسيل دموعهم حزناً على هذا المصاب الجليل الذي لم يشهد التاريخ مثله ..
2- إن الشيعة عندما يظهرون العزاء ويجددون هذه الفجيعة ، فإنهم أيضاً يتعلمون منها دروساً جمة ..
فمن كربلاء تعلمنا إباء الضيم والظلم ، والشهامة والشجاعة ، وحرية الرأي والفكر ، والتنفر من الأخلاق الدنيئة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والوقوف مع الحق والتضحية بكل شيء من أجله ، والإيثار ... وغيرها من الدروس والعبر .
3- البكاء على الإمام الحسين وتجديد مصابه يعتبر نوع من التأييد لنهضته والإقرار بهدفه . يقول الإمام الخميني رحمه الله "إن البكاء على الشهيد يُعدُ إبقاءً على اتقاد جذوة الثورة وتأججها، وما ورد في الروايات من أن من بكى أو تباكى أو تظاهر بالحزن فأن أجره الجنة، إنما يفسر بكون هذا الشخص يساهم في صيانة نهضة الإمام الحسين عليه السلام" .
4- قال تعالى " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " .
إن من أبرز مصاديق مودة قربى النبي هو البكاء والحزن على ما أصابهم من ظلم وغدر وأذى .
5- حث رسول الله والأئمة المعصومين على البكاء على الحسين وإحياء أمره ومصيبته ، والروايات في ذلك كثيرة جداً ، منها :
ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين ، فإنها ضاحكة مستبشرة " ( الاثنى عشرية في الرد على الصوفية ، للشيخ الحر العاملي ) .
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام " يا بن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإنه ذُبح كما يُذبح الكبش " ( أمالي الصدوق ) .
وروي عنه أيضاً " إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام " ( أمالي الصدوق ) .
وكان الأئمة من بعد الحسين ، ينتهزون الفرص ويستغلون المواقف لإحياء ذكراه...
6- روت كتب السنة والشيعة ، أن رسول الله بكى على الحسين وهو طفل صغير ، وقد تكرر هذا البكاء والتنبؤ بالمصيبة في مواقف متعددة ..
فإذا كان صاحب الرسالة قد بكى على الحسين مراراً وتكراراً ..
فكيف لا نواسيه نحن – التابعين لرسالته – في مصيبته ونشاركه في أحزانه ؟
ولماذا لا نتأسى برسول الله في البكاء على الحسين ؟!!
فالسلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ....
الموضوع منقوول
تحياتي:][ زهور الأمل][